السبت 16 آب 2025 - 22:13
رقم : 4455
إیران تلکس - كتب وزير الخارجية في مذكرة: "إن القواسم التاريخية والثقافية المشتركة تكمل التعاون الاقتصادي والإقليمي بين طهران ويريفان؛ وهو تعاون يضع مستقبلا مشرقا للبلدين".
إيران وأرمينيا مستعدتان لكتابة فصل جديد في العلاقات
أفادت وكالة مهر للأنباء، كتب وزير الخارجية السيد عباس عراقجي مقالة عشية زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى أرمينيا.

وفيما يلي نص المقالة:
عشية الزيارة الرسمية لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الدكتور مسعود بزشكيان، إلى جمهورية أرمينيا، نستذكر كلمات الشاعر والكاتب الأرمني البارز هوهانيس تومانيان العميقة، الذي شبّه الصداقة بشجرة عميقة الجذور، شجرة تزداد خصوبةً وحيويةً كلما سقيتها.

يُجسّد هذا التشبيه الجميل العلاقة المتينة بين بلدينا، وهي علاقةٌ انبثقت من قرونٍ من التبادل الثقافي والاحترام المتبادل والتجارب المشتركة.

إن الاحتفالات المشتركة بين البلدين، مثل مهرجان "مهرغان" و"نافاسارد" و"فاردافار" (مهرجان الماء)، بالإضافة إلى الحضور النشط والحيوي للجالية الأرمنية في إيران، حيث عاشت وازدهرت أجيال، والتاريخ المشترك لإيران وأرمينيا، كلها رموز غنية للتعايش بين هاتين الدولتين.

كانت جمهورية إيران الإسلامية من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أرمينيا عام ١٩٩١، وهو قرار يُظهر عمق علاقاتنا والتزامنا بدعم جيراننا في اللحظات الحاسمة من التاريخ.

ولا تزال العلاقة بين إيران وأرمينيا قائمة حتى اليوم من خلال الجالية الأرمنية الكبيرة والنشطة في إيران. يُمثل الأرمن الإيرانيون أكبر أقلية دينية في البلاد، ويشاركون بنشاط في جميع جوانب الحياة الاجتماعية الإيرانية، من التمثيل في البرلمان إلى الحفاظ على ثقافتهم من خلال كنائسهم ومؤسساتهم، مما يُظهر احترام إيران للتنوع الديني.

وفي المجال الاقتصادي، يعكس تعاوننا أيضًا علاقة رابح-رابح. إن بقاء إيران أحد أهم الشركاء التجاريين لأرمينيا، حتى في ظل العقوبات الجائرة والأحادية الجانب، دليلٌ على الثقة المتبادلة بين البلدين. يوفر اقتصادانا المتكاملان فرصًا لا حصر لها للنمو والتنمية، مما يُسهم في تحقيق الرخاء لكلا البلدين.

يُبرز المشهد الجيوسياسي لمنطقتنا الأهمية الاستراتيجية لعلاقاتنا. ففي ظل مناخ من عدم اليقين العالمي والتطورات الإقليمية، تتشابك مصالح إيران وأرمينيا بشكل متزايد.

بصفتنا حلفاء طبيعيين، فإن حدودنا المشتركة ليست مجرد حقيقة جغرافية، بل هي أيضًا جسر للتعاون في مجالات الطاقة والنقل والعلاقات الإنسانية والأمن الإقليمي.

لا تزال إيران ملتزمة بدعم السلام والاستقرار في جنوب القوقاز، وتؤمن بأن أمن أرمينيا وازدهارها هي تطلعات جمهورية إيران الإسلامية؛ وهو أمر يُسهم في استقرار المنطقة على نطاق أوسع.

تعتبر إيران نفسها ملتزمة بدعم السلام والاستقرار في المنطقة، وتؤكد أن ضمان الأمن المستدام وتنفيذ أي مشروع في المنطقة مشروط باحترام وحدة الأراضي والسيادة الوطنية وسيادة القانون والمصالح المشتركة وعدم تدخل أي قوة أو دولة أجنبية.

ومع ذلك، فإننا ندرك تمامًا الإمكانات الهائلة والفريدة التي تنتظرنا؛ وحجم التجارة الحالي ليس سوى جزء صغير مما يمكن تحقيقه من خلال مشاريع متطورة مثل الممر الدولي بين الشمال والجنوب. يربط هذا الممر الدولي، 

الذي يضم 13 دولة عضوًا، موانئ إيران الجنوبية بدول في آسيا الوسطى والقوقاز وأفغانستان وأوروبا الشرقية، مما يقلل تكاليف النقل بنسبة تصل إلى 30% ويختصر أوقات العبور إلى النصف. ومن خلال المشاورات المستمرة، حقق أعضاء المشروع تقدمًا كبيرًا، بما في ذلك التطوير السريع لشبكة السكك الحديدية وتطوير ميناء تشابهار البحري، والذي سيلعب دورًا حيويًا في تعزيز الأمن الإقليمي والنمو الاقتصادي.

تستند شراكتنا إلى روابط تاريخية متينة، وتركز على الفرص المستقبلية. إن الروابط الثقافية الوثيقة بين البلدين، والتي تتجلى بشكل خاص في احترام الإيرانيين لمواطنيهم الأرمن، تُشكل أساسًا متينًا لتعميق التعاون السياسي والاقتصادي والتكنولوجي.

وفي هذا السياق، تكتسب زيارة الرئيس بزشكيان أهمية خاصة. فهذه الزيارة ليست مجرد زيارة دبلوماسية، بل هي أيضًا تأكيد على التزام مشترك بفتح آفاق جديدة في علاقاتنا. وقد تضافرت الروابط التاريخية، والقرب الجغرافي، والاقتصادات المتكاملة، والمصالح الإقليمية المشتركة لتعزيز التعاون.

وإذا نظرنا إلى المستقبل، نرى فرصًا لا حصر لها في المستقبل، بما في ذلك مشاريع البنية التحتية المشتركة التي تربط شعبي بلدينا ماديًا، والتبادلات الأكاديمية التي تربط الأفكار، والتعاون في مجال الطاقة، والمبادرات الثقافية التي تحتفي بتراثنا المشترك. هذه عناصر أساسية لشراكة تحويلية.

ومن الآن فصاعدًا، ستكون النوايا الحسنة التاريخية، والثقة المتبادلة، والمصالح الملموسة المشتركة، والأهم من ذلك، الإرادة السياسية للعاصمتين، الركائز الأساسية لمواصلة تعزيز العلاقات. والطريق إلى الأمام واضح.

انطلاقًا من ماضينا التاريخي المشترك وآفاقنا المستقبلية، فإن إيران مستعدة للعمل مع أرمينيا لكتابة فصل جديد من صداقتنا الراسخة؛ فصل سيجلب بلا شك مزيدًا من الرخاء والأمن للبلدين والمنطقة وما وراءها.

إن مستقبل العلاقات الإيرانية الأرمينية مشرق للغاية، ولا يمكن لأحد أن يغيّر هذا المسار.
https://www.irantelex.ir/ar/news/4455/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة