السبت 10 مايو 2025 - 17:36
رقم : 4035
إیران تلکس - من خلال هذا المقال نحاول نرسم صورة واضحة ومعقدة في الوقت نفسه للتحولات الجارية والآفاق المستقبلية للشرق الأوسط. لا يزال طرح "الصفقة الكبرى الإقليمية" الذي خلفه عهد ترامب مطروحًا كإطار للتحولات الأساسية في المنطقة. ويتمحور جوهر هذا الطرح حول تقارب مصالح اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والکیان الصهیوني، مع التركيز على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
من "الصفقة الكبرى" لترامب إلى تعقيدات مرحلة ما بعد المفاوضات
أحد الأركان الأساسية لهذا الطرح هو تطبيع العلاقات بين الکيان الصهيوني والمملكة العربية السعودية. هذا الهدف مرتبط بشروط مسبقة مثل حل القضية الفلسطينية والضمانات الأمنية الأمريكية للمملكة العربية السعودية.

إن فكرة تشكيل دولة فلسطينية، بدون مشاركة حماس، ليست مجرد محاولة لدفع مشروع أبراهام إلى الأمام، بل تشير أيضًا إلى تغيير في النهج تجاه القضية الفلسطينية والسعي لاستبعاد اللاعبين الذين لا يتماشون مع هذا المسار. كما أن الجهود العلنية والسرية لدولة الإمارات العربية المتحدة لدفع سوريا ولبنان إلى دائرة التطبيع مع الکيان الصهيوني قابلة للتحليل في هذا السياق نفسه. تشير هذه التحركات مجتمعة إلى التشكيل التدريجي لـ "شرق أوسط جديد" تتغير فيه موازين القوى لصالح تحالف العرب والکيان الصهيوني.

في هذا السياق، وصلت المفاوضات النووية الإيرانية الأمريكية إلى نقطة حساسة. لا تزال الخلافات العميقة وغير المحسومة، خاصة فيما يتعلق بمستوى ونطاق برنامج التخصيب، بينما تطالب الولايات المتحدة بالتفكيك الكامل لمنشآت التخصيب، فإن المرونة التي أبدتها تجاه البرنامج النووي السعودي (السماح بالتخصيب بنسبة أقل من 5٪) تثير تساؤلات حول ما إذا كان سيتم تكرار مثل هذا النهج تجاه إيران.

إذا تحقق مثل هذا المرونة، فإن الاتفاق النووي مع إيران يمكن أن يكون بمثابة حافز لإكمال "السلام الإقليمي الكبير" وتعزيز موقع الولايات المتحدة في مواجهة الصين في المضائق الاستراتيجية للمنطقة.
 
ومع ذلك، تكشف تصريحات ويتكوف عن أبعاد أخرى لأهداف الولايات المتحدة. التوسع المحتمل للمفاوضات لتشمل المجالات الثقافية والاقتصادية، والأهم من ذلك، الضغط على إيران لوقف دعمها لجماعات مثل حماس وحزب الله والحوثيين، يشير إلى أن الهدف النهائي للولايات المتحدة ليس مجرد تقييد البرنامج النووي الإيراني، بل تغيير موازين القوى في المنطقة وإضعاف نفوذ إيران.

كما أن طرح تغيير الاسم التاريخي للخليج الفارسي قابل للتحليل في هذا السياق نفسه. هذا الإجراء، على الرغم من أنه يبدو في ظاهره قضية هوية، إلا أنه في جوهره محاولة لتحدي هيمنة إيران في شبه الجزيرة العربية والخليج العربي ونوع من استرضاء العرب لمواكبة خطط الولايات المتحدة.

تؤكد هذه النقطة مرة أخرى على الدور المحوري للدول العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية، في تحديد مصير السلام والحرب في المنطقة والتأثير على المفاوضات النووية الإيرانية.

من منظور الدول العربية، فإن تشكيل دولة فلسطينية في ظل ضعف محور المقاومة وتراجع الوجود الفعلي لإيران على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، لم يعد يعتبر تهديدًا خطيرًا. وبالتالي، فإن اعتراف المملكة العربية السعودية بالکيان الصهيوني وتوسيع نطاق التطبيع ليشمل سوريا ولبنان، يمكن تفسيره على أنه علامات على تغيير ناعم في موازين القوى في الشرق الأوسط.

الآن، تتجه الأنظار إلى الاجتماع القادم بين ويتكوف وعراقجي. مصير المفاوضات وكيفية حل العقد المستعصية، بما في ذلك وضع البرنامج النووي الإيراني، وموافقة الکيان الصهيوني على التخصيب في السعودية وتشكيل دولة فلسطينية، ومستقبل سوريا ولبنان، وتوترات الکيان الصهيوني مع حكومة الجولاني، كلها لا تزال في دائرة الغموض.

لن تؤثر هذه التطورات على مستقبل العلاقات الإيرانية الأمريكية فحسب، بل ستؤثر أيضًا على موازين القوى في الشرق الأوسط بأكمله.
https://www.irantelex.ir/ar/article/4035/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة