إيران تلكس - وتظهر نتائج أحدث "مسح لعوامل الخطر للأمراض غير المعدية" أن البلاد تواجه موجة متزايدة من مرض السكري ومقدمات السكري؛ لدرجة أن حوالي 20 مليون شخص في البلاد يعيشون الآن بدرجة أو بأخرى من اضطراب سكر الدم، ويحذر الخبراء من أن انخفاض النشاط البدني والسمنة وتغيير نمط الحياة قد قلصت بشكل مثير للقلق سن الإصابة بمرض السكري
صرّح الدكتور علي رضا مهدوي بأنّ "مسح عوامل خطر الأمراض غير المعدية في إيران" (STEPS) يُجرى كل خمس سنوات، وقال: "أُجري المسح الثامن لعوامل خطر الأمراض غير المعدية عام 1400، وبناءً على الخطط المُعدّة، سيبدأ المسح التاسع مطلع العام المقبل.
ووفقًا لنتائج أحدث مسح STEPS، فإنّ 14% من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 25 عامًا مُصابون بداء السكري من النوع الثاني، أي ما يُعادل 7.5 مليون شخص. وإذا أضفنا عدد المصابين بداء السكري من النوع الأول إلى عدد المصابين بداء السكري من النوع الثاني، يُمكننا القول إنّ حوالي 7 إلى 8 ملايين شخص في البلاد مُصابون بداء السكري.
يعاني حوالي 20 مليون شخص في البلاد من مرض السكري أو ما قبل السكري.
أشار إلى أن أكثر من 13 مليون شخص يعانون من "مرحلة ما قبل السكري" مثل "اضطراب سكر الدم أثناء الصيام" أو "ضعف تحمل الجلوكوز"، وأضاف: "بالنظر إلى عدد المصابين بداء السكري ومرحلة ما قبل السكري، يمكن القول إن حوالي 20 مليون شخص في البلاد يعانون من داء السكري أو اضطرابات سكر الدم.
على الرغم من أن الأشخاص الذين يُصابون بداء السكري في المستقبل عادةً ما يكونون من الفئة التي تعاني من مرحلة ما قبل السكري، إلا أنه ليس كل من هم في مرحلة ما قبل السكري يُصابون بهذا المرض".
خطر حدوث مضاعفات مرض السكري حتى لدى مرضى ما قبل السكري
أوضح نائب مدير مركز إدارة الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة مضاعفات داء السكري لدى الأشخاص المصابين بمرحلة ما قبل السكري: مع أن هذا المرض لا يصيب جميع الأشخاص في هذه المرحلة، إلا أنه من المهم جدًا الانتباه إلى هذه المرحلة.
قد يُصاب الأشخاص في هذه المرحلة ببعض مضاعفات السكري، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية. تُكلف هذه المضاعفات الكثير على الناس والنظام الصحي.
يصاب ما بين 20 إلى 30 في المائة من مرضى السكري بمرض السكري
أكد مهدوي أن مضاعفات داء السكري لا تقتصر على التكاليف المالية، قائلاً: "يؤثر داء السكري ومضاعفاته على جودة حياة المصابين به. داء السكري ومرحلة ما قبل السكري ليسا مرضين منفصلين ومتميزين؛ للأسف، سيُصاب ما بين 20% و30% من المصابين بمرحلة ما قبل السكري بمرض السكري خلال السنوات القليلة المقبلة".
ما هو مرض ما قبل السكري؟
أوضح نائب مدير مركز إدارة الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة داء السكري لدى الأشخاص المصابين بمرحلة ما قبل السكري، قائلاً: يُمكن الوقاية من داء السكري لدى الأشخاص في مرحلة ما قبل السكري. إذا تجاوز سكر الدم ١٢٦ مرتين، يُعتبر الشخص مصابًا بالسكري. أما الأشخاص الذين تزيد مستويات سكر الدم لديهم عن ١٠٠ وأقل من ١٢٦، فيكون لديهم اضطراب في سكر الدم أثناء الصيام.
وتابع مدير البرنامج الوطني للسكري: "نُجري أحيانًا "اختبار تحمل الجلوكوز"، حيث نُعطي الأشخاص 75 غرامًا من الجلوكوز ونقيس مستوى السكر في الدم بعد ساعتين. إذا تجاوز مستوى السكر في الدم 200، يُعتبر الشخص مصابًا بالسكري، وإذا تراوح بين 140 و199، فإن الشخص يُعاني من ضعف تحمل الجلوكوز".
أوضح مهدوي عن مقدمات السكري: "ضعف تحمل الجلوكوز" و"سكر الدم الصائم" حالتان مخبريّتان؛ ويُصاب الأشخاص المصابون بأحد هذين الاضطرابين أو كليهما بمقدمات السكري. إذا فقد هؤلاء الأشخاص من 5 إلى 7% من وزنهم، فسيخرجون من مرحلة مقدمات السكري. يُعيد ضبط الوزن وممارسة النشاط البدني لدى المصابين بمقدمات السكري مستويات السكر في الدم إلى وضعها الطبيعي.
العلاقة الوثيقة بين السمنة والسكري
أشار إلى وجود صلة وثيقة بين السمنة وداء السكري، وأضاف: "سيحصل الأشخاص في المراحل المبكرة من المرض على نتائج إيجابية إذا حاولوا إنقاص وزنهم. تُعدّ السمنة عامل خطر خطير للإصابة بداء السكري من النوع الثاني. وهناك مصطلح يُسمى "السمنة السكرية" يُشير إلى الصلة بين السمنة وداء السكري".
التغذية السليمة والنشاط البدني الكافي: استراتيجيات للوقاية من مرض السكري
أكد مهدوي أن الحد من السمنة وداء السكري هو أحد أهداف منظمة الصحة العالمية، قائلاً: "بما أن السمنة وداء السكري مرتبطان ببعضهما البعض، فإن الوقاية من السمنة تُمكّننا من الوقاية من داء السكري أيضًا. لذلك، فإن التدخلات المتعلقة بالتغذية السليمة مع النشاط البدني الكافي يمكن أن تمنع داء السكري. كما يمكن للأشخاص المصابين بمرحلة ما قبل السكري العودة إلى حالتهم الطبيعية من خلال التغذية السليمة والنشاط البدني الكافي. كما أن التغذية السليمة والنشاط البدني ضروريان لمرضى السكري، إذ يُساعدان على ضبط مستوى السكر في الدم لديهم."
داء السكري من النوع الأول: مرض مزعج
قال عن داء السكري من النوع الأول: داء السكري من النوع الأول مرضٌ شائع، تظهر أعراضه فجأةً، وغالبًا ما تصيب الأطفال والمراهقين. من أعراضه الإفراط في شرب الكحول، والعطش الشديد، وفقدان الوزن. يعود سبب الإصابة به إلى تدمير الخلايا المنتجة للأنسولين في عملية مناعية ذاتية، ما يجعل الجسم يعتبرها عدوًا، فيُدمرها. في مثل هذه الحالات، يُجبر هؤلاء الأشخاص على حقن الأنسولين. تلعب الخلفية الوراثية دورًا في هذا المرض.
التوعية بمرض السكري من النوع الثاني ومضاعفاته
خفض سن الإصابة بمرض السكري
صرح نائب مدير مركز إدارة الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة أن داء السكري من النوع الثاني لا تظهر عليه أي أعراض، وأوضح: "يُدرك معظم المصابين بداء السكري من النوع الثاني إصابتهم به عند ظهور مضاعفاته.
ورغم أن العوامل الوراثية تلعب دورًا في الإصابة به، إلا أن نمط الحياة يُعد أحد أسباب ارتفاع معدل الإصابة به. وللأسف، أدى تغيير نمط الحياة وقلة النشاط البدني إلى انخفاض سن الإصابة بداء السكري، ونشهد أيضًا انتشارًا لهذا المرض بين المراهقين".
وتابع مهدي: "للأسف، انخفض مستوى النشاط البدني، وتزايد استخدام الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، مما يؤدي إلى السمنة. هذا على الرغم من وجود صلة مباشرة بين السمنة ومرض السكري؛ وبالتالي، هناك احتمال للإصابة بمرض السكري ومرحلة ما قبل السكري".
أوضح الفرق بين داء السكري من النوع الأول والنوع الثاني: "يمكن الوقاية من داء السكري من النوع الثاني، لكن النوع الأول يتطور بسرعة ويُصاب الشخص بالمرض. وقد طُرحت أساليب جديدة للوقاية من داء السكري من النوع الأول، لكنها باهظة الثمن، ولا يُمكن الحكم على نتائجها بدقة".
75% من المصابين يدركون مرضهم
صرح نائب مدير مركز إدارة الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة بأن وعي الناس بمرض السكري مرتفع، وأوضح أن 75% من المصابين بالسكري على دراية بمرضهم، وأن نصف المصابين به في العالم يجهلونه.
يُعدّ السكري من الأمراض غير المعدية التي سُلط عليها الضوء، وقد عملت العديد من الجهات على مكافحته. يجب تعزيز الوعي الصحي والرعاية الذاتية المتعلقة بالسكري؛ فبعض المصابين بالسكري، وهم على دراية بمرضهم، يتجاهلون القيود المفروضة عليهم.
الحاجة إلى زيادة الثقافة الصحية
أوضح مدير البرنامج الوطني للسكري تحديات علاج الأمراض غير المعدية، قائلاً: بعض الأمراض غير المعدية لا تظهر عليها أعراض، ولذلك يتجاهل المرضى القيود الغذائية والأنظمة الغذائية الموصى بها، رغم إدراكهم لمرضهم. لا يقتصر الوعي الصحي على الوعي بالأمراض، بل يشمل أيضاً التثقيف العلاجي للمرضى. يلعب مرضى السكري دوراً رئيسياً في علاجهم، والمريض هو المسؤول عن ذلك.
يُعدّ النشاط البدني الكافي والتغذية السليمة والالتزام بالعلاج من الأمور المهمة جداً لمرضى السكري. يختلف التثقيف العلاجي للسكري عن التثقيف العام حول هذا المرض، وينبغي أن يكون التثقيف العلاجي للمريض محور الاهتمام.
ضرورة ضبط الدهون وضغط الدم لدى مرضى السكري
أشار إلى مرور أكثر من 20 عامًا على دمج مرض السكري في نظام الرعاية الصحية في البلاد، وقال: "تُقدم جميع الرعاية التي يحتاجها مرضى السكري في مراكز الخدمات الصحية الشاملة، والبيوت الصحية، والقواعد الصحية من المستوى الأول. لا يقتصر التحكم في مرض السكري على التحكم في مستوى السكر في الدم، بل يشمل أيضًا التحكم في مستويات الدهون وضغط الدم. حاليًا، تعتمد الرعاية التي نقدمها لمرضى السكري من المستوى الأول على التحكم في مستويات السكر في الدم والدهون وضغط الدم".
الوصول إلى الأنسولين بأسعار معقولة وشاملة
صرح نائب مدير مركز إدارة الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة بأن جميع أدوية السكري مشمولة بالتأمين الصحي، وأوضح: "من أهداف برامج وزارة الصحة لمكافحة السكري والوثيقة الوطنية "الوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها" توفير الأنسولين وأدوية السكري بأسعار معقولة وفي متناول الجميع. لحسن الحظ، تتوفر الأدوية، ولكن قد لا تتوفر أحيانًا لأسباب مختلفة، مثل مشاكل التوزيع.
آمل أن يستمر التأمين الصحي وتوفير الأدوية؛ فرغم أن وقوع حوادث ووقائع مختلفة قد يؤثر على حالة الأدوية، إلا أنه ينبغي تهيئة الظروف المناسبة لتقليل تأثيرها على إمكانية الحصول على الأدوية."
شعارات متعلقة بمرض السكري
أوضح الشعارات المتعلقة بمرض السكري عالميًا: اختار الاتحاد الدولي للسكري شعار "السكري والرفاهية" الذي يُطلق كل ثلاث سنوات، وشعار الاتحاد لهذا العام هو أيضًا "السكري وبيئة العمل". تشير الإحصائيات والأرقام إلى أن 7 من كل 10 أشخاص في سن العمل مُشخصون بمرض السكري. يواجه العاملون في أماكن العمل تحديات عديدة، مثل سوء التغذية، والجلوس لفترات طويلة، وضغوط العمل. يؤمن الاتحاد الدولي للسكري بضرورة أن يكون مكان العمل داعمًا، بحيث يُتيح ممارسة النشاط البدني والتغذية السليمة، ويمنع حدوث الضغط النفسي والتوتر.
فيما يتعلق بشعار منظمة الصحة العالمية لليوم العالمي للسكري، قال مهدوي: "السكري طوال دورة الحياة" شعارًا لليوم العالمي للسكري، وتؤمن منظمة الصحة العالمية بضرورة الرعاية المستمرة من الطفولة إلى الشيخوخة للوقاية من السكري. ويتكامل شعارا منظمة الصحة العالمية والاتحاد العالمي للسكري، حيث تركز منظمة الصحة العالمية على الرعاية للوقاية من السكري طوال الحياة، بينما يركز الاتحاد العالمي للسكري على فترة العمل والإنتاج.