QR codeQR code

إن التفكير الحر هو عماد الحياة الفكرية للجامعة

لا ينشأ النظام من السكون والتجانس

إیران تلکس , 19 تشرين الثاني 2025 ساعة 21:13

مراسل : سید نصرالله-یوسف

إيران تلكس - أكد رئيس جامعة آزاد الإسلامية أن التفكير الحر والحوار الجاد من أهم احتياجات البيئة الأكاديمية، وقال: "لا ينشأ أي نظام من السكون والاتساق؛ فكما هو الحال في الطبيعة، فإن اختلافات درجات الحرارة والتيارات هي التي تُشكل الحياة. فإذا غابت الأسئلة والتحديات، تلاشى الفكر وظلت الحقيقة مخفية"


 


صرّح بيجان رنجبر، رئيس جامعة آزاد الإسلامية، في ختام المسابقة الوطنية الخامسة للفرق الطلابية في الكراسي الحرة التي أقيمت بجامعة العلوم والبحوث، قائلاً: "اقتراحي هو دعوة الطلاب غير الإيرانيين من جامعة آزاد الإسلامية للمشاركة في البرنامج العام المقبل، وفي السنوات اللاحقة، سيحضره أيضًا طلاب من دول أخرى. ويمكن مراجعة هذه المسألة وتنفيذها إذا لزم الأمر".

الحاجة إلى مزيد من الاهتمام الجاد بالمقاعد الليبرالية
أكد رانجبار أن مناقشة حرية التفكير وكراسي النقاش قضية حيوية في الجامعة، مضيفًا: "هذا المفهوم يعني إطلاق العنان للعقل، وكسر الجمود الفكري، وإتاحة الفرصة لظهور الحقيقة. فالاختلاف هو الضربة اللطيفة التي توقظ العقل".

وتابع: "للأسف، إن لم نطرح الأسئلة ونخلق التحديات، ستختفي الحقيقة. يجب أن نوفر مساحةً في الجامعة حيث يمكن للطلاب طرح الأسئلة دون خوف، ويمكن للطرف الآخر الإجابة دون مجاملة. طرح الأسئلة ليس عنفًا، بل هو حقٌّ طبيعيٌّ لكل طالب".

إن التفكير الحر يعني أن يكون لديك الشجاعة لمناقشة وقبول النقد.
أشار رئيس جامعة آزاد الإسلامية إلى أن الاختلاف أمر طبيعي في بيئة التفكير الحر، وقال: "عندما يتحدث شخص ما، يمكن للآخرين أن يتفقوا أو يختلفوا، أو حتى لا يكون لهم رأي. لا عيب في ذلك. المهم هو أن يكون مجال الحوار مفتوحًا، وأن يتمكن الناس من التعبير عن آرائهم بحرية".

وأضاف: "إذا كان رأي أحدهم خاطئًا، فلا بأس. لا أحد يموت من ارتكاب الأخطاء؛ بل من عدم التفكير في السبب. أخطر موقف هو عندما تجتمع معلومات قليلة مع ثقة مفرطة".

أكد رئيس جامعة آزاد الإسلامية أن التفكير الحر والحوار الجاد من أهم احتياجات البيئة الأكاديمية، وقال: "لا ينشأ أي نظام من السكون والاتساق؛ فكما هو الحال في الطبيعة، فإن اختلافات درجات الحرارة والتيارات هي التي تُشكل الحياة. فإذا غابت الأسئلة والتحديات، تلاشى الفكر وظلت الحقيقة مخفية".

التفكير الحر في الجامعة؛ منظومة من التنوع الفكري
صرح رانجبار بأن التفكير الحرّ يعمل كالتنوع الجيني في النظام البيئي، وقال: "كما يضمن التنوع البيولوجي في علم الأحياء الحياة، كذلك في الثقافة والمجتمع، فإن التنوع الفكري وحرية التعبير يؤديان إلى النمو والديناميكية. ينبغي تطوير كراسي التفكير الحرّ في الجامعات، وتوفير المساحة اللازمة للحوار البنّاء".

وتابع قائلاً: "الطلاب هم ثروتنا الثمينة. إن الانفتاح الذهني، والشجاعة في طرح الأسئلة، والقدرة على الحوار، هي السبل التي ستشكل مستقبل الجامعة والمجتمع".

إن التفكير الحر هو مختبر للثقافة الديناميكية وشرط للحياة الاجتماعية.
أكد رئيس جامعة آزاد الإسلامية أن التفكير الحر "مختبر للثقافة الديناميكية"، قائلاً: "في علم الأحياء، نعلم أن التنوع الجيني هو سبب استمرار الحياة. وينطبق الأمر نفسه على الثقافة. فالمجتمع الذي لا يُسمع فيه إلا صوت واحد هو مجتمع ينقطع فيه تدفق الفكر. وكما هو الحال في الديناميكا الحرارية، فإن التباين يُؤدي إلى تكوين التدفق، ففي الثقافة، يُعد الاختلاف محرك حركة المجتمع".

مهارات الاستماع: أهم حاجة للمجتمع على طريق التقدم
أكد أن المجتمع الذي يسعى للتقدم يحتاج إلى مهارة أساسية، وقال: "هذه المهارة هي الإنصات. حاول الإنصات؛ دون إصدار أحكام فورية، ودون التسرع في رفض أو قبول كلام الآخر. الإنصات يعني القدرة على فهم خصمي الفكري. هنا - على هذه الكراسي الحرة - أنتم الطلاب تتدربون على أن تكونوا مواطنين مفكرين وناضجين في مجتمع الغد".

وتابع: "الوطن، وطنكم، هو الشباب. تعلموا دون خوف من الجهل، استمعوا، حللوا، ثم أجيبوا. الحقيقة عادةً ما تكمن في السؤال، وليس بالضرورة في الإجابة".

تدريب الطلاب على مناقشة النقد والتسامح معه
أشار المسؤول إلى أن التفكير الحرّ هو تمرينٌ لتنمية مهارات الحوار، مؤكدًا: "إذا تدرب الطالب في دورات التفكير الحرّ، فسيكون لديه في المستقبل شخصيةٌ مسؤولةٌ وشجاعةٌ وجدالية. فكّر وتحدث بحرية. لا عيب في ذلك. أخطر ما في عالم اليوم هو الشخص الذي لا يطرح أسئلة؛ فالشخص الذي لا يطرح أسئلة لا يتطور".

قال رانجبار: "إذا لم نعرف إجابة السؤال، فلا بأس؛ قد لا نعرف، وقد نحتاج إلى مزيد من الوقت. لكن غياب السؤال أمر مقلق".

إن الأسئلة الحادة هي جزء من حياة التفكير الحر.
أشار إلى ضرورة قبول الأسئلة الصعبة في الجامعات، وقال: "في الأوساط ذات التوجهات الليبرالية، يُمكن طرح أسئلة حادة. قد ينزعج الأستاذ، وقد يتأثر الطالب، لكن جوهر المسألة هو الحوار. إذا تكررت هذه الأمور، سيرتفع مستوى التسامح والنضج الفكري".

وأضاف رانجبار: "عادةً، عندما تنخفض درجة حرارة الفكر ويكون الجميع على نفس المستوى الفكري، لا يحدث أي تحرك. التفكير الحر هو فرق الحرارة الذي يُولّد الحركة الفكرية".

الحوار: معالجة الخلافات قبل أن تتحول إلى توتر
أكد رئيس جامعة آزاد الإسلامية أن الحوار هو، قبل كل شيء، علاج التوترات الاجتماعية، وقال: "في المجتمع، يمكن حل العديد من الخلافات بحوار بسيط. والانفتاح يعني أخذ ثقافة الإنصات والحوار على محمل الجد قبل أن يتحول اختلاف بسيط إلى أزمة كبيرة".

الصدق والأمانة: معايير الفعالية في الحوار
أشار رانجبار إلى أن الصراخ أو التحدث بصوت أعلى ليس علامة على الهيمنة في المحادثة، وأوضح: "القوة في المحادثة تقع على عاتق الشخص الأكثر صدقًا، وليس الشخص الأكثر صوتًا. الصدق والإخلاص هما الأدوات الرئيسية للتأثير".

وتابع: "في مناسبات مثل هذه الاجتماعات، ما نتعلمه هو أن الحقيقة هي نتاج جماعي؛ وهي شيء يتشكل من خلال التفاعل الصادق".

ينبغي أن يرتكز الحوار على الأدلة والأخلاق.  
أكد رئيس جامعة آزاد الإسلامية على ضرورة ترسيخ ثقافة الحوار في البيئة الجامعية، قائلاً: الحوار يتطلب الأخلاق والمنطق والتمسك بالحق. وينص القرآن الكريم على أنه لا يجوز الكلام دون دليل، بل يجب تقديم الدليل والعمل بالحق.

وأضاف: "إنّ اللباقة في الكلام هي الشرط الأول للحوار. وأي نقد تُوجّهه يجب أن يكون مُحترمًا. فحبّ الحقيقة، واللباقة في الكلام، والمنطق في الألفاظ، والصدق في الحوار، كلها عوامل تُسهم في ديناميكية هذا المسار".

بداية طريق جديد لترسيخ ثقافة التفكير الحر
صرح رانجبار بأن هذه اللقاءات هي بداية مسار جديد، مضيفًا: "هذا المسار هو مسار ينبغي على جيل اليوم أن يأخذه على محمل الجد؛ جيل يرغب في التفكير والتساؤل والنقد والنمو. نأمل ألا يقتصر التفكير الحر في الجامعات على إقامة الاحتفالات، بل أن يصبح جزءًا من ثقافة المؤسسة الجامعية".

وتابع: "يجب أن يتجاوز الحوار الشعارات، وأن يُطبّق على أرض الواقع. ويجب توفير مساحة لهذه الثقافة لتشتعل كالنار تحت الرماد، وتجد مكانها الحقيقي".

وفي إشارة إلى البرنامج الختامي للفعالية، قال رئيس جامعة آزاد الإسلامية: "لقد تم اختيار نحو 24 شخصًا. وفي حال غياب بعض أعضاء الفريق، سيتسلم ممثلوهم الجوائز".


رقم: 6092

رابط العنوان :
https://www.irantelex.ir/ar/news/6092/لا-ينشأ-النظام-السكون-والتجانس

ايران تلکس
  https://www.irantelex.ir