جاء نص رسالة الدكتور محمد رضا ظفرقندي هو كما يلي: 
في السنوات الأخيرة، برزت مقاومة مضادات الميكروبات كواحدة من أبرز عشرة تهديدات صحية عالمية، إذ تؤثر على الناس من جميع الأعمار وفي جميع المناطق الجغرافية، وخاصة في المناطق المحرومة. وبدون اتخاذ إجراءات فعالة، من المتوقع أن تصبح مقاومة مضادات الميكروبات السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2050، بمعدل 10 ملايين حالة وفاة سنويًا. 

من ناحية أخرى، تؤثر مقاومة مضادات الميكروبات بشكل كبير على تربية الحيوانات والزراعة وإنتاج الغذاء. لذلك، تُعتبر مقاومة مضادات الميكروبات الآن تهديدًا للصحة والتنمية والأمن الغذائي. 

يُعدّ الإفراط في استخدام المضادات الحيوية أو إساءة استخدامها أحد العوامل الرئيسية لمقاومة الميكروبات. ورغم أن المعلومات والتدابير المتخذة قد ساهمت في الحدّ من استخدام الأدوية المضادة للميكروبات إلى حدّ كبير، مقارنةً بالدول الأخرى، إلا أن نسبة النجاح في الحدّ من استخدامها كانت منخفضة! إضافةً إلى ذلك، ازداد استخدام الأدوية المضادة للميكروبات التي يجب تخزينها أو استخدامها بحذر، كما يتزايد خطر تطوّر مقاومة لها.

وفي هذا السياق، تلتزم إيران بقرارات الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، وتسعى جاهدةً لتحقيق أهداف البرنامج العالمي؛ حيث تُعطى الأولوية في هذا البرنامج لتحسين استخدام المضادات الحيوية. 

أحثّ زملائي في هيئة الغذاء والدواء، ونائب وزير الصحة، ونائب وزير التعليم، وهيئة النظام الطبي، ومؤسسات التأمين، وغيرها من الجهات المعنية، على اعتبار هذه القضية من أهم الأولويات. كما أحثّ وزارة التعليم، وهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، ووسائل الإعلام على المشاركة الفعّالة في تعزيز السلوكيات الصحية، وتجنّب الإفراط في تناول الأدوية، وتنفيذ برامج تثقيفية مناسبة لمختلف الفئات. 

تجدر الإشارة إلى أن العمل الفعّال في هذا المجال لن يكون ممكنًا دون نهج صحي متكامل (صحة واحدة). آمل أن تعمل هيئة المياه والصرف الصحي، وهيئة حماية البيئة، والهيئة الوطنية للطب البيطري على الحد من هذه الظاهرة من خلال زيادة الوعي لدى كوادرها، وتحسين المعايير، وإطلاق نظام لمراقبة مقاومة مضادات الميكروبات. 

وبينما يواجه العالم خطر الدخول في عصر ما بعد المضادات الحيوية، آمل أن نتمكن من اتخاذ إجراءات عاجلة ومتكاملة لحماية اليوم وضمان مستقبل صحي.